«جبال المدينة المنورة» قصص وعبر تاريخية


من نافذة سماء طيبة الطيبة تطل جبال شامخة محتضنة مدينة المصطفى – صلى الله عليه وسلم – من جميع الجهات وتقف أرضها شاهدة على حوادث تاريخية غيرت مجرى التاريخ وسيرة الحضارة الإنسانية.

وأبرز جبال المدينة المنورة هو جبل أحد الذي شاء الله – تبارك وتعالى – أن يجعله من خيرة جبال الأرض وفضله وجعله من جبال الجنة فأحبه الرسول – صلى الله عليه وسلم – فكان يستبشر برؤيته ويسر بزيارته، حيث قال عليه الصلاة والسلام ”إن أحد جبل يحبنا ونحبه”.

ويعد جبل أحد أكبر جبال المدينة المنورة، ويحتضن المدينة المنورة من جهة الشمال، وسُمّي أُحد لتفرده وتوحده وانقطاعه عن بقية الجبال من حوله، وهو عبارة عن سلسلة جبال ممتدة من الشرق إلى الغرب ويبلغ طول هذه السلسة سبعة كيلومترات وعرضها قرابة الثلاثة كيلومترات، فيما يبعد عن المسجد النبوي قرابة خمسة كيلومترات، وهو جبل عظيم شهدت أرضه حدثا تاريخيا عظيما غير مجرى التاريخ والحضارة الإنسانية، حيث حدثت عنده غزوة أحد إحدى أكبر غزوات الإسلام.

ومن الجبال جبل الرماة أو ”جبل عينين”، ويقع في الجهة الشمالية للمدينة جنوبي جبل أحد وهو من الجبال الصغيرة المشهورة في المدينة حيث دارت حوله غزوة أحد، وعلى هذا الجبل وضع النبي صلى الله عليه وسلم 50 من الرماة على رأسهم الصحابي الجليل عبد الله بن الزبير رضي الله عنه لحماية ظهور المسلمين من العدو أثناء القتال تنفيذا للخطة الحربية المرسومة من المصطفى – صلى الله عليه وسلم.

ومنها جبل ثور، وهو أحد معالم المدينة ويبعد عن المسجد النبوي الشريف نحو ثمانية كيلومترات، وهو حدّ الحرم من الجهة الشمالية، وهو الوارد في قول النبي صلى الله عليه وسلم ”المدينة حرم مابين عير إلى ثور”.

جبل عير، وهو من أكبر جبال المدينة المنورة، ويبعد عن المسجد النبوي (سبعة كيلومترات) تقريبا وقد ورد ذكره في الحديث النبوي الشريف كحد من حدود المدينة من الجهة الجنوبية، وهو أحد الجبلين المقصودين في قوله الرسول حينما أشرف على المدينة (اللهم إني أحرّم مابين جبليها مثل ما حرّم إبراهيم مكة، اللهم بارك لهم في مدهم وصاعهم).

جبل الراية أو ”جبل ذباب” وهو أحد الجبال التي مر بها الرسول وصلى قريبا منه وضرب خيمته عليه إبان غزوة الخندق، وهو جبل صغير يقع شمال المدينة ويبعد عن المسجد نحو (1500متر).

جبل تيأب أو ”الخزان” في الجهة الشمالية للمدينة يبعد عن المسجد ستة كيلومترات تقريبا، وهو الجبل الذي نزلت عنده قبيلة غطفان في غزوة الخندق.

جبل ثنية الوداع، جبل صغير يشرف من الجهة الجنوبية على سوق المناخة سابقا، ويقع هذا الجبل في الجهة الشمالية من المدينة ويبعد عن المسجد نحو(1100متر) تقريبا، وعند هذه الثنية ضرب النبي – عليه السلام – عسكره عند ذهابه إلى غزوة تبوك.

جبل سلع أو ” ثواب” من الجبال المشهورة في المدينة ويقع داخل المنطقة السكنية المعمورة من الجهة الشمالية الغربية من المسجد ويبعد عنه بمسافة (700متر) تقريبا وقد نزلت عند هذا الجبل كثير من القبائل القديمة كقبيلتي جهينة وبلي، وكذا قبيلة أشجع المهاجرة، وقد ورد ذكر اسم هذا الجبل في مواطن متعددة، فورد في قصة الاستسقاء، وفي الرعي، وفي بشارة كعب بن مالك بالتوبة. وتم إسناد النبي – صلى الله عليه وسلم – وأصحابه ظهورهم إليه يوم الخندق، وورد أن النبي – صلى الله عليه وسلم – صلى على هذا الجبل في موقع مسجد الفتح يوم الخندق ودعا فيه فاستجيب له بين الصلاتين (الظهر والعصر).

2 Comments

  1. عليه الصلاة والسلام,
    اللهم لا تحرمنا او تحرم اي مسلم زيارتها,قولوا آمين

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي السوسنة وإنما تعبر عن رأي أصحابها